مؤسسة عبد الناصر الواحي للتنمية المجتمعية

العمل الخيري في المجال الصحي: شريان الأمل في حياة الفقراء

الإثنين 11 أغسطس 2025 08:59 صـ 16 صفر 1447 هـ

تؤمن مؤسسة عبدالناصر الواحي بأن الصحة حق وليست رفاهية، وأن توفير الرعاية الصحية الأساسية للفقراء والمرضى غير القادرين هو واجب مجتمعي لا يمكن تأجيله. ولهذا، أدرجت الخدمات الصحية كأحد المجالات الرئيسية التي تعمل فيها، إذ يُعد العمل الخيري في المجال الصحي أحد أنبل صور التكافل الاجتماعي، حيث تتجلى فيه معاني الرحمة والإنسانية، وتُترجم فيه القيم الأخلاقية إلى واقع ملموس ينقذ الأرواح ويعيد الأمل إلى قلوب المرضى من الفئات الأكثر احتياجًا. فالصحة ليست مجرد خدمة، بل حق إنساني أساسي يجب أن يتمتع به كل فرد، بغض النظر عن حالته الاقتصادية أو الاجتماعية.

أزمة الوصول إلى الرعاية الصحية

لا تزال قطاعات واسعة من المواطنين في المجتمعات النامية، ومن بينها مصر، تعاني من صعوبة الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الجيدة، سواء بسبب الفقر، أو بعد المسافة، أو نقص الإمكانيات الطبية. وتظهر هذه المعاناة بوضوح في القرى والمناطق النائية، حيث تفتقر المراكز الطبية إلى التجهيزات الحديثة، ويعجز الكثيرون عن تحمل نفقات العلاج أو العمليات الجراحية أو حتى الفحوصات الأساسية.

دور مؤسسة عبدالناصر الواحي للتنمية في سد الفجوة

إن العمل الخيري في القطاع الصحي لا يجب أن يُنظر إليه كصدقة فقط، بل كاستثمار طويل الأمد في بناء الإنسان. فالفرد المريض أو المعاق صحيًا يفقد قدرته على التعلم والعمل والإنتاج، بينما الإنسان السليم يصبح طاقة فاعلة تساهم في تنمية مجتمعه. ومن هنا، فإن دعم المبادرات الصحية الخيرية يعني الاستثمار في مستقبل الوطن بأسره.

هنا يبرز الدور المحوري للعمل الخيري في سد هذه الفجوة، من خلال المبادرات التي تتبناها المؤسسة، والتي تسعى لتوفير الرعاية الصحية المجانية أو المدعومة للفقراء والمرضى غير القادرين. وتشمل هذه المبادرات مجالات متعددة، مثل:

  1. العيادات المجانية والقوافل الطبية التي تصل إلى القرى والنجوع لتقديم الكشف والعلاج مجانًا.

  2. العمليات الجراحية الحرجة التي تُجرى على نفقة المتبرعين.

  3. توفير الأدوية والأجهزة التعويضية للمرضى غير القادرين.

  4. التوعية الصحية للوقاية من الأمراض المنتشرة في المجتمعات الفقيرة.

دعوة للتكاتف والمشاركة.

في ظل ما تشهده المنظومة الصحية من ضغوط، تدعو مؤسسة عبدالناصر الواحي للتنمية الجميع – من أفراد، وشركات، ومؤسسات، وأطباء متطوعين – إلى المشاركة في دعم العمل الصحي الخيري. فكل تبرع، أو مساهمة طبية، أو ساعة تطوع، قد تكون سببًا في إنقاذ حياة إنسان، أو تخفيف ألم مريض، أو رسم بسمة على وجه عائلة فقدت الأمل. فكل مساهمة – مهما كانت صغيرة – قد تصنع فرقًا في حياة إنسان، وتمنحه فرصة جديدة للحياة.

في الختام،

يظل العمل الخيري في المجال الصحي شريانًا حيويًا في جسد المجتمع، يعيد التوازن بين الإمكانات والحاجات، ويجعل من الإنسانية واقعًا ملموسًا يُترجم إلى دواء، وسرير، ونبض حياة، ويمثل أحد أعمدة العمل الأهلي الواعي والفاعل. وتؤكد مؤسسة عبدالناصر الواحي للتنمية، أن العطاء الصحي ليس فقط دواء، بل رسالة إنسانية خالدة تستحق أن يدعمها الجميع.